Orhan ALİMOĞLU

Orhan ALİMOĞLU

Tüm Yazıları

Analiz- حياة مكرسة للإنسانية:الدكتور عدنان البُرش

25 Aralık 2024
h4 { font-size: 24px !important; } Print Friendly and PDF

"ما يبقى في الوادي غير حجارتو"

 هذه المقولة العربية و التي وردت في كتاب الرروائي الجزائري الطاهر وطّار "الحب والموت" و ترمز إلى مقاومة الشعب الجزائري ضد القوى الاستعمارية و تُستخدم هذه المقولة للتعبير عن فضيلة عدم الاستسلام في مواجهة الصعوبات والنضال، والتأكيد على أن الجوهر والقيمة تبقى دائمة حتى إذا اختفى شيء ما.

 في هذا المقال يتم سرد القصة الرائعة للدكتور عدنان البُرش الذي يمثل إحدى "الحجارة الثابتة" في وادي غزة، والذي لم ينحنِ أمام المحتل وبالتالي أصبح أحد الرموز للطبيعة الثابتة لشعبه.

 

قُتل الدكتور عدنان البُرش بسبب التعذيب الشديد في سجن عوفر حيث كان محتجزًا من قبل إسرائيل في                                     19 أبريل 2024

وُلد الدكتور عدنان البُرش في 1974 في جباليا، قطاع غزة و كان الدكتور البُرش جراحًا فلسطينيًا بارزًا في مجال جراحة العظام، تعرض للتعذيب الشديد وقُتل على يد إسرائيل.

أكمل الدكتور البُرش تعليمه الطبي في كلية الطب بجامعة ياشي في رومانيا. تخصص في جراحة العظام والكسور في الأردن وفلسطين، وتلقى تدريبًا على جراحة الكسور المعقدة في لندن. كما كان عضوًا في مجلس جراحة العظام الأردني وزميلًا الكلية الملكية للجراحين ,(FRCS) وكان رئيسًا   شرفيًا للجنة جراحة العظام في المجلس الطبي الفلسطيني بالإضافة إلى إنجازاته في مجال الطب.

 حقق الدكتور البُرش أيضًا إنجازات في مجالات أكاديمية مختلفة وقد ذكر الدكتور البُرش في إحدى المقابلات إن طموحه كان دراسة القانون، وقد حصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة الأزهر في غزة.

 إنجازات الدكتور البرش هي شهادة على عزيمته في ضمان التميز الطبي في المجتمع الذي يعيش فيه وقد شغل الدكتور عدنان البُرش رئيس قسم جراحة العظام والكسور في مستشفى الشفاء في غزة، وهو أول جراح قام باجراء جرا عملية تركيب الأطراف الصناعية في غزة في عام 2010 كما كان رائدًا في وحدة إعادة بناء الأطراف التي تم افتتاحها بعد هجمات إسرائيل على غزة في عام 2014 و بالإضافة إلى أدواره المعروفة فقد كان الدكتور البُرش أيضًا مدرسًا مخلصًا وشارك معرفته وخبرته في مجال جراحة العظام مع طلابه في كلية الطب في الجامعة الإسلامية بغزة. كما شغل منصب المستشار الطبي للمنتخب الوطني الفلسطيني لكرة القدم.

 

كان الدكتور عدنان متزوجًا ولديه ستة أطفال و نتيجة للهجمات الإسرائيلية في نوفمبر 2023حيث كان هو وابن أخيه محاصرين في مستشفى الشفاء لمدة 10 أيام وقد طلبت القوات الإسرائيلية منه التوجه جنوبًا لكنه رفض وذهب شمالًا إلى المستشفى الإندونيسيي لعلاج الجرحى وقد أصيب الدكتور عدنان في الهجوم الإسرائيلي على المستشفى الإندونيسي وانتقل إلى مستشفى العودة حيث تم اعتقاله من قبل الجيش الإسرائيلي مع 10 من العاملين في القطاع الصحي في مستشفى العودة في ديسمبر 2023 و بعد أربعة أشهر، تأكدت وفاته في السجن بعد احتجازه في سجن عوفر وفقًا لجمعية الأسرى الفلسطينيين.

 قُتل الدكتور عدنان في 19 أبريل 2024 في السجن ، لكن إسرائيل لم تعلن رسميًا عن وفاته حتى 2 مايو و وفقًا للجنة العلاقات مع الأسرى الفلسطينيين وجمعية الأسرى الفلسطينيين، فإن هذه الحادثة تُعد "اغتيالًا". لقد تم احتجاز جثته في سجن عوفر لفترة طويلة وأفاد العديد من السجناء الذين تم الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية أن الدكتور البُرش تعرض للتعذيب والجوع وحرمانه من النوم أثناء احتجازه  ولم تُسلم إسرائيل جثته إلى عائلته، ولم يتم إصدار أي بيان حول سبب وفاته ولاتزال حالة العاملين الصحيين الآخرين الذين تم احتجازهم معه غير واضحة

الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع الصحي
لم تعترف إسرائيل بأي قواعد إنسانية أو ضميرية في الأراضي الفلسطينية التي تحتلها، وخاصة في غزة في الأشهر الأخيرة. وقد نظمت هجمات ضد المستشفيات والأطباء والإسعاف و يعتبر ذلك  جريمة  واضحة بموجب جميع قوانين الحرب والنزاع. لقد قامت إسرائيل باختراق القانون الدولي بوضوح بهذه الهجمات حيث تنص المادة 8/هـ من البروتوكول الإضافي الأول للاتفاقيات جنيف لعام 1949 على انه تحظر بشكل صارم الهجمات ضد العاملين في مجال الصحة والبنية التحتية الصحية في أوقات الحرب والنزاع. وتخالف إسرائيل الأحكام الواضحة بشأن حماية المنشآت الصحية والعاملين فيها في مناطق النزاع، التي وضعتها اتفاقيات جنيف وقواعد القانون الدولي للنزاعات المسلحة. بموجب القانون الدولي الإنساني، فإن المستشفيات وموظفيها، وكذلك المرضى ووسائل النقل الطبي، هي في نطاق الحماية. ومع ذلك، كما يتضح في حالة الدكتور عدنان البُرش، فقد استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل خاص المستشفيات والأطباء والبنية التحتية الصحية. في الواقع فانه قد تم احتجاز الدكتور عدنان وأصدقائه تحت التهديدات بالقوة، وتم تدمير مستشفياتهم، وتم قتلهم تحت التعذيب الشديد

"نموت ونحن مرفوعي الرأس، لكننا لا ننحني و لا يبقى في الوادي غير حجارتنا الثابتة  ونحن تلك الحجارة"
كان هذا آخر منشور للدكتور البُرش على وسائل التواصل الاجتماعي

يتجاوز عمق الدكتور عدنان الفكري اهتمامه المهني؛ فقد كان قارئًا نهمًا وله عمق ثقافي كبير. كان لديه معرفة واسعة في مجموعة من المواضيع من السياسة إلى التاريخ، ومن الأدب إلى العلوم، وكان له روتين صباحي ممتع يمارسه كل يوم وسط جدول أعماله المزدحم فقد كان يقوم بنزهة مريحة نحو شاطئ غزة، حيث كان يغمر نفسه في المناظر الطبيعية ويجدد روحه قبل بدء واجباته في المستشفى. وقد كان الدكتوريتمتع بنزعة إنسانية واضحة يتجلى ذلك من خلال العمليات الجراحية التي كان يجريها لمرضاه الفقراء دون أن يطلب منهم أي شيء في المقابل

الدكتور عدنان البُرش كان مثالًا على الصمود الدائم والإصرار وسط العواصف العاتية للحرب.
رغم الخسائر الشخصية غير القابلة للتصور، بما في ذلك تدمير منزله الخاص على يد إسرائيل وفقدان إخوانه وابن أخيه، إلا أنه لم يتردد أبدًا في تقديم المساعدة الطبية في مستشفى الشفاء بإلتزام مهني ثابت. استمر هذا الوضع بلا انقطاع حتى انتهكت القوات الإسرائيلية امتيازات المستشفى، والمرضى، والعاملين في المجال الصحي

 

لقد حضرت مؤتمر الجراحة السابع في فلسطين مع الدكتور عدنان في يونيو 2023 في ذلك المؤتمر، قدم الدكتور عدنان ورقة مهمة عن كسور الورك لدى كبار السن في فلسطين

وفي خضم الفوضى، كانت كلمات الدكتور عدنان تعبر عن عزم لا يلين في مقابلة مع قناة الجزيرة حيث قال  "غادرنا مستشفى (الشفاء) ونحن في ألم كبير ولكن الحمد لله أننا قمنا بواجبنا و أقسم بالله أننا قمنا بواجبنا والمكافأة على الله" و انتقل إلى المستشفى الإندونيسي في شمال غزة، حيث استمر في رعاية الجرحى بنفس الشجاعة رغم التهديدات بالقصف الجوي حتى أصيب في أحد الهجمات الجوية التي استهدفت منطقة المستشفى

بعد انتقاله إلى مستشفى العودة، وهو آخر مكان خدم فيه، حاصرت القوات الغازية المستشفى تحت تهديد دخول القوات الغازية إلى المستشفى وهدم المبنى، طُلب من العاملين الصحيين والدكتور البُرش مغادرة المبنى فورًا لحماية المستشفى والمدنيين والمرضى والمصابين داخل المستشفى، امتثل الدكتور البُرش لمطالبهم ة من ثم  تم اعتقاله مع العديد من الأطباء من قبل القوات الغازية و وفقًا لما صرحت به زوجته بأنه في ذلك اليوم  صرخ الجنود ة ينادون على الدكتور عدنان  "عدنان البُرش، تعال إلى الأسفل! إما أن تنزل، أو أننا سنهدم المستشفى فوقك." وتستطرد "من أجل المرضى في المستشفى!! والمستشفى والناس فيه، لم يرغب أن يكون سببًا لأي ضرر لهم، لذلك نزل بشجاعة وذهب... ولكن الحمد لله ثم الحمد لله، انتصر و الحمد لله فقد استشهد بكرامة وشرف"

الشهادات على تعذيبه وموته
قال شهود عيان إن الدكتور البُرش بعد اعتقاله قد أُعيد إلى مستشفى العودة فاقدًا للوعي و في حالة مزرية، مع نزيف حاد بعد التعذيب و قد أجبره المعتقلون على الركوع ورفع يديه فوق رأسه؛ وتم استجوابه وهو في هذه الحالة، مُهانًا بطريقة لا يتحملها أي إنسان حتى لفترة قصيرة. على الرغم من الألم، كان على الدكتور البُرش أن يتحمل هذه الوضعية لساعات قبل أن يتم نقله إلى سجن النقب و في هذا السجن كان الدكتور عدنان يُستجوب كل ساعتين ثم نقلوه الى سجن نفحة ثم مؤخرا تم احتجازه في سجن عوفر، وقد افاد شهود عيان ان الدكتور عدنان كان يتعرض اثناء التحقيق معه للعنف و يشمل ذلك الصدمات الكهربائية و العنف القاسي و اللكمات في وجهه. 

لقد تم قتل الشهيد الدكتور عدنان البرش اثناء التعذيب في السجن على ايدي الجيش الاسرائيلي الاكثر بربرية في هذا القرن و على الرغم من ذلك فان  الشهيد الدكتور عدنان البرش كانت كلماته دائما " انه يتلقى الشهادة و لن يركع او يخضع للمحتل و رأسه دائما مرقةعة لأعلى و بكرامة." لقد اصبح الدكتور عدنان ليس فقط رمزا للحق في المقاومة و لكنه ولكنه يبقى رمزا من رموز و الكرامة الانسانية وتبقى مكانته في الذاكرة  صخرة صلبة لا يمكن اقتلاعها من عمق الوادي حسب المثل القوي القائل " ما يبقى في الوادي غير حجارتو"

  • الشكر للدكتورمحمد الحجارعلى مساهمته في                                                   الشكر للاستاذ الدكتور صبحي سكيك على المراجعة و الترجمة الى العربية

بروفيسور اورهان عليم اوجلو

جامعة اسطنبول مادينيت

Prof. Dr. Orhan Alimoğlu

   Istanbul Medeniyet University

يونيو 202429

 

Tüm hakları SDE'ye aittir.
Yazılım & Tasarım OMEDYA