Orhan ALİMOĞLU

Orhan ALİMOĞLU

Tüm Yazıları

Analiz- حارس وجود الإنسان في غزة: د. عصام أبو عجوة

31 Ocak 2025
h4 { font-size: 24px !important; } Print Friendly and PDF

تستمر الابادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل في قطاع غزة منذ أشهر بصور من الوحشية التي لم يشهد لها تاريخ البشرية مثيلا الا نادرا  فالأساليب المستخدمة في هذه الإبادة و التي وصلت إلى مستويات جديدة و غير مسبوقة من الشرو مذهلة للغاية  بالإضافة إلى القنابل المتطورة تكنولوجيا و التي تُستخدم بشكل عشوائي حيث انه يوجد في هذه الحرب معاملة بربرية للانسان و الجسد البشري من التقطيع و تشويه ناهيك عن الاعتقال و المجاعة الجماعية و الحرمان من سبل النظافة والصرف الصحي مما يؤدي إلى أمراض جماعية  والتعرض للتعذيب بكل أشكاله المعروفة وقائمة  تطول من  العذابات و المعاناة.

ان الانسان و خاصة الانسان المتعلم هو اغلى ما تملكه المجتمعات وهو رأس مالها  وهناك العديد من الإشارات والأسباب التي تدل على أن مهنة الطب  التي يتم الوصول إليها بعد فترة طويلة وصعبة من التدريب وتؤثر بشكل مباشر على الجسد والنفس البشرية وعليه فقد كان الانسان و القطاع الصحي هو الهدف الرئيسي من هذه الإبادة التي تتعرض اليها غزة حاليا من قبل إسرائيل و قد قمت بتحقيق و نشر تقرير مفصل عن حول هذا الموضوع¹

 وقد تم تقديم بيانات تفصيلية حول هذا الموضوع في تقرير كتبته سابقاً فصلنا فيه و بوضوح بان إسرائيل تستهدف و بشكل خاص  وممنهج البنية التحتية الصحية والعاملين في المجال االصحي خصوصاً الأطباء المتخصصين والأساتذة وتدمير نظام التعليم بشكل عام في غزة . ان  هذا التدمير وبهذا الشكل  الدقيق والشرير  يهدف الى تدمير الأمل في المستقبل لدى الشعب الفلسطيني  الذي يتعرض للإبادة  حيث يهدف ايضا الى تدمير قدرتهم على تعريف وإدراك وجودهم كبشرمما يؤدي الى تفكيك الروابط الاجتماعية الأساسية، وتفكيك الواقع الذي يرتبط بسلامة وجود الأفراد أنفسهم  بدءاً من الانسان وكينونته.¹

الأطباء هم ربما الركيزة الأساسية المستهدفة في هذا الهجوم. بمعنى مدني، يرتبط ذلك بسلامة الجسد والروح، واستمرارية الحياة الإنسانية في بيئة ثقافية محددة، والحصول على الرعاية الصحية حتى على مستوى الحد الأدنى، بغض النظر عن السعة. بعيداً عن الوظيفة الطبية للعلاج، يصبح الوصول إلى الرعاية الصحية ضرورياً من حيث السلامة الجسدية والروحية. هذه الهجمات الممنهجة والمستهدفة على البنية التحتية الصحية والتعليمية تهدف إلى تدمير أمل وجودي في غزة والمجتمع الفلسطيني!

لقد كتبت عن العديد من زملائئ، وبعضهم أعرفهم شخصياً و هؤلاء قدموا تضحيات عظيمة في غزةو خدموا الإنسانية في ظل أصعب الظروف، وكافحوا لتقديم الرعاية للناس الذين يحتاجون للعلاج  وبعضهم  فقدوا حياتهم من أجل هذه القضية، وبعضهم  تعرضوا للتعذيب في السجون الإسرائيلية  وأشارككم هنا قصة حياة طبيب متميز كان مثابراً ومخلصاً في عمله.

الدكتور عصام حسن أبو عجوة هو فلسطيني من مواليد غزة عام 1961 و تلقى تعليمه في غزة حتى المرحلة الثانوية وترعرع في شوارع غزة.  ويتمتع الدكتور عصام بشخصية وطنية وانسانية مرموقة فهو  مخلص للقيم الإنسانية ولشعبه.

بدأ الدكتور عصام  دراسة الطب في كلية الطب بجامعة زغرب في كرواتيا  في عام 1981، وكان يعمل طوال فترة دراسته لكسب لقمة عيشه و بعد تخرجه عام 1987  بدأ عمله في  فسم الجراحة العامة في كرواتيا وأكمل تدريبه المتخصص في جراحة الجهاز الهضمي والتنظير وقد عمل الدكتور عصام في السويد لمدة 11 عاما  و لكن لم يُمنح الجنسية السويدية رغم استحقاقه لها  فقرر العودة إلى قطاع غزة ليخدم شعبه إلى جانب عائلته و بدأ العمل في مستشفى الشفاءفي قسم الجراحة العامة، عام 2002. و كان الدكتور عصام يفضل العمل الاكلينيكي و رفض تولي المناصب الإدارية ليبقى على اتصال مباشر مع المرضى ويخدمهم بشكل أفضل و كان هدفه الأساسي في الحياة هو خدمة وطنه وقد  تقاعد الدكتور أبو عجوة في نوفمبر 2021 بعد عمل طويل في مجال تقديم المساعدات الإنسانية لعلاج مرضاه ولتحمل المسؤولية الاجتماعية.

و منذ بداية الحرب و الإبادة الجماعية في قطاع غزة  لاحظ الدكتور أبو عجوة  ان المستشفيات تعج بالمرضى والمصابين والشهداء ورغم تقاعده فقد  تطةع  كجراح في المستشفى الأهلي العربي  وهنا تبدأ قصة البطل الدكتور أبو عجوة ..

في 17 ديسمبر 2023 اقتحمت قوات الاحتلال  الإسرائيلي المستشفى الأهلي العربي واعتقلت الدكتور أبو عجوة  من داخل المستشفى و قد كان مجرد طبيب متطوع يخدم الشعب الفلسطيني و لم تكن تفاصيل اعتقاله مع رفاقه مفاجئة عندما نتحدث عن إسرائيل أكثر الأنظمة عنصرية في العالم فقد  تم تقييد يديه وقدميه بالأصفاد المعدنية  وعصبت عيناه، وتم نقله إلى مكان مجهول  و تعرض الدكتور عصام الى الإهانات النفسية  و الجسدية  مثلما حدث مع بقية المواطنين الذين تم اختطافهم معه و قد  تم إلقاؤه مع رفاقه  عراة في حفرة لأكثر من 17 ساعة في ليلة باردة جداً في ديسمبر ثم تم نقلهم إلى قاعدة عسكرية وخضعوا لاستجواب قاسي استمر ليلاً ونهاراً مع تعذيب شديد لمدة 200 يوم وفي خلال هذه الفترة كان الدكتور عصام  يتعرض للكثير من الأضرار و الاهانات النفسية و الجسدية.

عند اعتقاله أرسلت قوات الاحتلال  الإسرائيلي الدكتور عصلم  مع المعتقلين الآخرين إلى سجون معروفة بتعذيبها الشنيع القاسي  وقال الدكتور أبو عجوة عن هذا السجن وممارساته: "لقد قرأت  وكنت على دراية بطتيعة المعاملة داخل السجون من قبل و لكن لم يكن هناك شيء  اسوأ مثل ما مررنا به فلقد كان النظام في السجن مصمماً ليجعل كل لحظة من حياة السجناء مؤلمة قدر الإمكان وعلى سبيل المثال كانت أرضيات الزنازين مفروشة بالحجارة الصغيرة الحادة والمنقطة لجعل حتى لحظات الراحة مؤلمة وكأن هذا لا يكفي السجان  ففي الليالي الباردة  كانوا يسكبون الماء البارد على الأسرى ثم يعرضونهم لأجهزة تبريد ايضا"

 لقد كان جنود الاحتلال الإسرائيلي يأخذ الدكتور عثام كل ساعتسن تقريبا الى اماكن مختلفة لتحديد موقع الأسرى الإسرائيليين من خلال الاستجواب والتعذيب و كان الدكتور غصام  يكرر قائلاً: "أنا طبيب أعمل في مستشفى خاص تديره الكنيسة  وليس لدينا أي علاقة بالمحتجزين  و بالطبع لم تكن هذه الكلمات كافية لوقف التعذيب المستمرو قد تعرض الدكتور عصام خلال فترة اعتقاله في السجن لكل أنواع التعذيب التي يمكن أن تخطر ببالك  مثل الضغط النفسي، والضرب، والإهانات  فلقد كسروا له أسنانه مرة بوضع فرشاة مرحاض في فمه و كل ما أرادوه هو جعله يفقد عقله وإنسانيته من خلال التعذيب وقد سُمح له باستخدام المرحاض لبضع دقائق في اليوم فقط و معدل 3 دقائق في الأسبوع للاستحمام على الرعم من ان الدكتور ابو عجوة  يعاني من ارتفاع ضغط الدم و مرض السكري  وفشل القلب  ولم يُعطَ الأدوية اللازمة.

قال الدكتور أبو عجوة عن تجربة السجن"200 يوم 24 ساعة في اليوم كانت أيدينا وأرجلنا وعيوننا مقيدة انها أوقات صعب"

خلال فترة السجن، كان يعاني الدكتور عصام  من الجوع والعطش والبرد  وكان يعاني من حرمان من العلاج الطبي. كانت وجبته اليومية عبارة عن ملعقة ونصف من الأرز وقطعة صغيرة من الخيار أو الطماطم  وكان الدكتور أبو عجوة قد فقد 37 كيلوغراماً من وزنه، وأصبح رفاقه بالكاد يتعرفون عليه بسبب هزال جسده!

وبالرغم من جميع محاولات تعذيبه وكسر إرادته، ظل الدكتور أبو عجوة مخلصاً للبشرية ولقيم الإنسان.

 وفي مقابلة صحقية افاد الدكتور عصام بأنه عندما وعد المحققون بتدمير يديه حتى لا يستطيع إجراء العمليات الجراحية\ أجاب الدكتور أبو عجوة بعزم لا يلين قائلاً "بمجرد أن أخرج من هنا، سأذهب مباشرة إلى غرفة العمليات  حتى لو كنت على كرسي متحرك"²

و بعدما تم إطلاق سراح الدكتور أبو عجوة بعد 200 يوم من المعاناة لا يمكن تصورها عاد على الفور إلى عمله كجراح في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح  ورغم الأذى الجسدي والنفسي الذي تعرض له، ظل صامداً  وقال بابتسامة و كأنه يتحدى السجان بهذه الرؤسالة : "سأستمر هوسأظل هنا، وسأخدم مرضاي وشعبي ما دمت حياً" و اضاف الدكتور عصام بأن الاحتلال السرائيلي يعتبر كل طبيب في غزة مجرما لأنه يعالج المرضى في غزة"³

لقد قامت قوات الاحتلال السرئيلي باحتجازو سجن عدد ضخممنالناس في غزة خلال التسعة اشهر الماضية ة اكتور عصام كان لحد هؤلاء حيث تم اختطاف و احتجازه 200 يوم تحت التعذيب و الجوع و اللعطش و البرد و الحرمان من العلاج و الادوية في انتهاك صارخ و التعذيب النفسيز الجسدي.

قصة الدكتور أبو عجوة هي مثال قوي على صمود الروح البشرية، حتى في ظل أسوأ الظروف\ رغم الألم الجسدي والنفسي الذي عاناه فقد  واصل خدمة شعبه  مظهراً إصراراً على القيم الإنسانية التي تتجاوز أبشع محاولات تحطيمه وان إصراره هو شهادة على قوة التفاني والإيمان والإرادة البشرية للبقاء.

 و ستظل كلمات الدكتور عصام خالدة و وساما على صدر الطواقم الطبية فبمجرد أن تم الإفراج عنه من السجن اندفع إلى غرفة العمليات في مستشفى شهداء الأقصى و قال"حتى وإن تمزق جسدي سأستمر في إجراء العمليات الجراحية، وعلاج مرضاي، وخدمة الإنسانية وشعبي والآن أنا في غرفة العمليات سأبقى هنا وسأخدم مرضاي وشعبي طالما أنا على قيد الحياة"      

أود أن أعرب عن شكري للطبيب المتدرب الدكتور هشام النابلسي والصحفي والمؤلف مصطفى إلقيسي على مساهماتهما

اود ان اتقدم بالشكر للاستاذ الدكتور صبحي سكيك على المراجعة و الترجمة الى العربية

 

¹Alimoğlu O. تقرير صحة غزة. معهد الفكر الاستراتيجي- يوليو 2024       
https://www.sde.org.tr/analiz/gazze-saglik-raporu-analizi-54715

²Instagram@ ajplus يوليو 2024.
https://www.instagram.com/reel/C9U81DGxX8H/?igsh=MTVsN2Q2OWpndzg1Mw%3D%3D.

³X@ anadoloajansi يوليو 2024
https://x.com/anadoluajansi/status/1810599522931970449.

Tüm hakları SDE'ye aittir.
Yazılım & Tasarım OMEDYA